miércoles, 27 de noviembre de 2013

السيد والجارية

كان السيد عقل كل شي في تللك المملكة كان يصول و يجول، كان شاب كل النساء تتمناه كان جميلا جدا ولم يستطيع احد من الشيوخ والشباب ان يغلبه، كان شي جميلا في تللك المملكة التي كانت تعج بالحياة واحيانا بالامرا ض المستعصية لكن كان يجد لكل داء دواء.
 وفي يوم من الايام عندما بلغ التاسع والعشرون من عمره  بدات رياح التغير تهب عليه
لكن كان اقوى من كل ذللك ورغم انه سافر ورأى وجرب الحياة و في كل مرة يخرج منتصرا من تجاربها
 كان الكل يتمنى ان يصبح مثله او ان يمتلك حكمته او حتى ان يمس طرف من جسده الجميل او ان يكون ولو صديقا له او ان يراه في الطريق ويسلم عليه كان بالفعل سيدا في كل شي
 مع كل ذللك لم يكن مغرور قط بالعكس كان بسيط ومتواضع
 الا ان تغير كل شي في يوم وليلة
كان ذلك اليوم يوم احتفال بعيد ميلاده الثلاثون  وكان احتفال كبير لان ذلك العمر هو مرحلة جديدة للرجولة
 كان في تللك الحفلة من كل صاع من اقصاع الارض كان الكل موجود ورقص وشرب وكان رقص الجاريات  يجذب انتباه ذلك الشاب الخام الذي لم يكن قد لامس جسد امرأة لانه لم يكن يرغب ويرى الحب بمنظور اخر بعيد عن الشهوة
كان تللك الرقصة للجاريات تستهويه شيئا فشيئا
اقترب ليرى ويستمتع باجسادهن تتلوى وتداعب الارواح وفي تللك اللحظة السحرية
طرقت عينه عين احداهن  كانت في قمة الجمال قمة كل شي، اقتربت منه وتركت شالها المعطر الذي كان كالخمرة بالنسبة له انتشى بها
احس ان شي جديد  غريب لم يألفه  قد جرى فيه ولكنه عاد الى وعيه وأكمل طريقه وحفلاتها لا مباليا
 بعد سرح ومرح مفرح وضحك انتهت الحفلة وعاد كل من خلقه الى قصره ومسكنهم
ونام في تللك الليلة من التعب كانه لم ينم منذ سنين
وعند اول خطوط للشمس استيقظ كالعادة ليمارس رياضته المفضلة خرج وليغسل وجهه واذ به يره في المراة عيون تلك الساحرة التي سحرته
نفى ما رأه ولبس ثيابه وخرج وهو في الطريق عادت تللك الصورة اليه ولكنه لم يكن ان يقدر الا ان يبتسم بينه وبين حاله
ضحك وكان رائحة الشال تلامس برفق دقات قلبه وكانها اختلطت مع نسمات الهواء العليلة الصباحية
عاد الى القصر يمتلك طاقة لم يعرف من اين اتت مع الرغم انه يمارس الرياضة كل يوم، عاد وفي قلبه فرح غريب وكاد يرقص ويغني
وربما قد فعل، اكل فطوره وجلس ليكتب ويمارس حياته اليومية
وبين الحين والاخر تاتي تللك الصورة وتبتسم له ويبتسم لها
مرت ايام وايام وهو بتللك الصورة سارح ويبتسم وبدأ الكل يقلق الى حالته التي الت اليه ما الذي جرى له لم يكن احد يعرف
بدأ الوهن يدخل الي جسده وبدأ الفرحة التي كان يمتلها يفتقدها، والضحكة التي كانت تفيض حبا وسرورا لم تعد موجودة، لقد شح ما كان يمتلك
والكل يراقب ويتسأل ما حاله وهو المعروف بالحكمةوالرصانة احيانا، يرونه يرقص لوحده او يكلم نفسه وبدأ الحكماء يعتقدون انه مسحور او انه بداية النهاية انه قد جن، لان العظمة التي كانت يملكها قد شحت وبدأ الجنون يطرق عقله
وبدأوا يجهجزون ويخططون لعمل عقاقير لذلك المسكين
وفي يوم من الايام اقيمت حفلة لاحد الملوك وكان عليه ان يحضرها وذهب وكانه طير مجروح وعلى الرغم انه لم يكن يريد الذهاب بهذه الحالة، بعد ان كان أسدا  بالغابة الان هو عصفور او اقل لم يكن احد يعرف ما حل به ولكن بدا الكل يتكلم عنه انه قد جن او انه مسحور وما الى ذللك
وفي تللك الحفلة المشؤومة بدأت الرقصة للجاريات الجميلات  مانعا نفسه من الاقتراب اكثر لان ما به كان من طرف شال لاحداهن محاولا بكل السبيل ان لا يقترب لم يعرف كيف قادته رجليه الى وسط تللك الجاريات
واذا بتللك الجارية المتممايلة ترمي بشالها اليه كانت نفسها في حفلة عيد ميلاده نفس العيون التي افقدته عقله وحكمته
 ابتسمت له وبطرف عين جعلته يقع اسير جمالها
انتهت الحفلة لتكون اول لمرة يخرج من الحفلة والكل لا يتكلم عن جماله وحكمته ووذكائه بل كان العكس
 اول مرة الكل بدأ يتكلم عنه بان قد جن تماما وياله من مسكين
ذهب الكل وبقي وحيدا فكرة تاخد وتاتي به اصبح كرة بيد افكاره  وكان في السابق يلاعب افكاره بينغ بونغ
يالله ماذا حل بي هل انا  أه من انا
 بدا يغمر نفسه بالقراءة وبين الحين والاخر يرى تللك العيون الساحرة في كتبه
ماهذا الا انه قرر ان يذهب باحثا عن صاحبة تلك العيون عله يجد الحل وامر كل حراسه ان يجمع كل الجاريات في مملكته
 واصطفت في تللك الليلة جميع الجميلات جميعهن , جميلات لابعد الحدود
حتى ان كل من الحرس والخدم في المملكة يريدون ان يقتربوا او ينالوا شيئا منهن فجمالهن الساحر
وبدأ يرى عيونهن ليعرف من هي
يقترب وقلبه يدق بشدة، يقترب يقترب الى ان صادف عيناها وامر حراسه ان يضعوها في احد الغرف الا ان يرى امرها وليبرر ذلك قال انها قد سرقت شي ثمين منه ويريد ان يحاسبها ويعاقبها
ولكن ذلك لم يكن كافيا وبدأ التكلم بانه مغرم بها، فيال المسكين قد انخفض مستواه من الملوك للجواري
من اميرات القصر والنبيلات الى جواري القلعة والخادمات ياله من المسكين
وبعد ان ذهب الكل
عاد يفكر ومالذي فعل قد جن بالفعل ماذا يفعل وقرر ان يدخل الغرفة ليتكلم معها عله ترى له حل
وفي الليل تسلل اليها ولكي لا يعرف احد به،
لما دخل راها نائمة كملاك وبجسد يضج بالسحر والجمال، اقترب منها وقال لها ان تستيقظ
بعد ان فزعت ورغم انها كانت تنتظره وهي عارفة انه ءسياتي، همست باذنه عن اسمها وهنا لم يعد يرى شي غير جسدها المترامي بجمال على ذلك السرير
نسي كل شي نسي كل شي وكانه لم يكن ونام معها في تللك الليلة مع انه في كل لحظة يتساهل هل انا مستمتع هل انا سعيد هل هي الفرحة هنا ولكن سحرها لم يدع له مجال ان يتركها
يالني من مجنون ااقع ضحية جارية، استيقظ صباحا وهو كارها فعلته ونفسه
مع انه ما مارسه شي طبيعي ولكن كان كارها الطريقة او كارها نظرات العالم اليه
لم يكن يعرف ماذا كارهاً هل انه كان كارها نفسه وطرد الجارية من قصره، وبدا الكل يتكلم ان المللك السيد قد نام مع الجارية  وبدأت بعد تللك الليله بدأت معاناته
بدات بداية النهاية
لم يكن يعرف انه عندما طردت تللك الفاتنة الساحرة كان قد يرسم لبدايته وقد غرزت  سحرها وسمها في جسده
وبدات الايام واليالي السوداء تحل به ووتناديه وتطلب منه ان يضاجعها في كل مرة
بدأت دوائر الياس تحوم حوله بدا الشيطان يدخل قلبه وبدا كل شي كان يراه ابيض منذ زمن يتحول الى الوان قاتمة لم يعديريد ان ياكل او يشرب حتى اعز اصدقائه قد فقده لانه لم يعد يطيق التكلم معهم او لربما لكي لا يروه ضعيفا و قد اعتاد ان ياخذ القوة منهم وهو الحكيم في كل شي المحب لكل شي لم يعد مصدر القوة ولا الحب لاي احد حتى لنفسه
فقد الحياة والحب والسعادة  بسبب جارية
لم يعد يرى في الحياة الا هي او بالاصح النوم معها في كل ليلة   مقنعا نفسه بأنها سر السرور وهكذا مرت ايامه الاانه لم يعد  يطاق اصبح طاغية متسلط مغرور قبيح  ومكروه من شعبه
اصبح لا شي ذرة في بحر هائج  يريد ان يقتلعه
فقد الخير  واصبح اضعف من ان يجابه قوة الشر في نفوس البشر ، فقد عقله وسيده
وفي يوم من الايام خرج  ماشيا الى هدف غير محدد سارحا في ملكوت اللله دون ان يدري الى ان يذهب
خرج ولم يعد، ومن وقتها تلك المملكة لم ترى الفرح والسرور  لم تعرف سيد بجماله وحكمته
خرج ولم يعد او ربما سيعود لا احد يعرف والكل كان ينتظر عودته ، خرج باحئا عما اضاعه، عن الحب  الحقيقي ، باحثا عنه ولو كلف ذللك حياته كلها لم يعد يرغب العيش هكذاذليل الشهوة  خرج باحثا عن الحب
عله يجده في مكان ما ولو بالصدفة
كان السيد في الرواية هو عقولنا
اما الجارية فهي شهواتنا